أخبار سوريا

محلل سياسي لفرش أونلاين: تركيا ليست بصدد التخلي عن أي منطقة أخرى في إدلب

قامت تركيا في الآونة الأخيرة بإنشاء العديد من النقاط العسكرية في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وذلك فيما يبدو لمواجهة أي عملية من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له.  

وأنشأت القوات التركية نقطة عسكرية جديدة بالقرب من قرية كدورة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وذلك على محاور خطوط التماس مع قوات النظام قرب كفر بطيخ صباح أمس الإثنين.

التواجد التركي في إدلب

يقول المحلل والناشط السياسي عبد الكريم العمر في حديث خاص لفرش أونلاين: ” لم تتوقف تركيا عن إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق الشمال السوري المحرر، منذ إنشاء النقاط العسكرية شمالي غربي سوريا، بعد توقيع اتفاق سوتشي، وعززت تركيا تواجدها العسكري بعد اجتياح نظام الأسد لمناطق ريفي حلب الجنوبي والغربي أرياف إدلب الجنوبي الشرقي وحماة الشمالي”.

ويضيفُ العمر: “إن تركيا من خلال إدخال عتاد ثقيل إلى نقاطها في إدلب، من مضاد طيران ودبابات وراجمات صواريخ ومدافع، توضح لكل من نظام الأسد وروسيا أنها ليست في صدد التخلي عن أي منطقة أخرى في إدلب، وقوة التمسك التركي بإدلب على الصعيدين السياسي والعسكري”.

ويستمر نظام الأسد بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي تم توقيعه في شهر آذار من العام الحالي، عن طريق قصف قرى إدلب وحلب والقيام بمحاولات تسلل للمناطق المحررة. ومع عدم تواجد اتفاق أو حل نهائي بخصوص هذه المنطقة ما يجعل الوضع في إدلب يتجه نحو التصعيد العسكري.

وأوضح العمر خلال حديثه لفرش أونلاين: “أنه مع كثافة التواجد التركي في المنطقة، فإن تركيا ستردع وبشكل مباشر أي محاولة اجتياح يقوم بها نظام الأسد وداعميه ضمن منطقة إدلب في الفترة القادمة “.

ترابط أحداث عين عيسى وإدلب

وحول ترابط الأحداث وتزامنها في منطقتي إدلب وعين عيسى شرقي الفرات، قال العمر: ” ما يحدث في مناطق شرق الفرات يؤثر بشكل مباشر على ما يحدث غربه، إذ تحاول روسيا دائماً أن تكسب كل شيء في كلا المنطقتين عن طريق خرق المعاهدات والاتفاقيات، لكن مع الموقف التركي القوي اليوم في إدلب، تحاول أنقرة أن تفرض ما تريده على روسيا، وأن تمنعها من الاجتياح أو دعم النظام في محاولة الهجوم في إدلب”.

ويضيف العمر “أن نظام الأسد يحاول أن يسيطر على مدينة عين عيسى مدعوماً من روسيا، كما تحاول الفصائل الثورية المدعومة تركياً أن تسيطر عليها أيضاً، إذ أن تركيا ستقف في وجه موسكو وتحاول منعها من كسب كل شيء، إن كان في عين عيسى أو إدلب، وفي حال سيطرت تركيا على عين عيسى فإنه من غير المرجح أن تقوم روسيا بدعم عمل عسكري على إدلب، وذلك بسبب قوة الموقف التركي من خلال تحقيق مكاسب في الملف الليبي وملف أذربيجان وهذا مايعطيها قوة في إدلب، إضافة إلى التواجد التركي الكثيف في إدلب “.

انسحاب النقاط التركية المحاصرة

وبدأت القوات التركية الثلاثاء، الموافق لـ 20\10\2020، الانسحاب من أكبر نقاط المراقبة التابعة لها في شمال غرب سوريا بعد أكثر من عام على تطويقها من قوات نظام الأسد وروسيا خلال الحملة العسكرية التي شنتها في المنطقة.

يوضع المحلل السياسي لفرش أونلاين: ” أن نقاط المراقبة التركية في مورك وشير مغار والصرمان وغيرها، تعتبر ذات قدرات محدودة حيث لم يتم إنشاؤها كقاعدة عسكرية مجهزة للقيام بعمليات قتالية واسعة، بل تم تأسيسها باتفاق مع روسيا في إطار اتفاق سوتشي، ما يجعلها ذات أهمية قليلة بعد محاصرتها من قبل قوات نظام الأسد”.

وأشار العمر أن النقاط التركية التي انسحبت من المنطقة لم تخرج من سوريا، بل أعادت تموضعها في نقاط أخرى إن كان في منطقة إدلب أو ريف حلب، لتنضم للقوات التركية الموجودة في تلك المنطقة.

وتقدر القوات العسكرية التركية المنتشرة في شمال غرب سوريا وتحديدا محافظة إدلب بقوام لواء مدرع، معظمه من القوات الخاصة القتالية، مما يرجح -حسب محللين- قرب المواجهة العسكرية ضد قوات النظام مع إغلاق النقاط التركية المحاصرة للطريق الدولي بعوارض إسمنتية في محيط سراقب وقرب مدينة معرة النعمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى