تقارير

معهد التميز .. مبادرة تعليمية مجانية في بلدة باريشا شمالي إدلب

يواصل القائمون على معهد التميز في تجمع مخيمات بلدة باريشا شمالي إدلب، تقديم الخدمات التعليمية المجانية لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية.

وقامت جمعية التعاون الخيرية بإعادة افتتاح معهد التميز المجاني بمخيم كفرنبل في بلدة باريشا، الذي يعني بإعطاء دورات التقوية للمرحلتين الإعدادية والثانوية.

وقال مسؤول جمعية “التعاون الخيرية” فضل العكل لفرش: “أتت هذه الخطوة للتخفيف من الكلفة الدراسية العالية في المعاهد الخاصة المأجورة، وبسبب عجز الكثير من الأهالي على إرسال أولادهم إلى تلك المعاهد لعدم توفر كلفة التسجيل في المعاهد الخاصة”.

ويستفيد من المعهد قرابة الـ 300 طالب وطالبة من المرحلتين الإعدادية والثانوية، ويشرف على سير العملية التعليمية فيه أكثر من 25 معلم ومعلمة، وفقاً لما أوضحه العكل.

وشهد المعهد في الآونة الأخيرة اقبالاً متزايداً من قبل الطلاب من المخيمات المجاورة.

وقال محمد مخلص الهشوم أحد طلاب المعهد لفرش: “بعد معرفتي بقيام جمعية التعاون بتأسيس معهد التميز المجاني سارعت إلى التسجيل به بعد انقطاع عن الدراسة لمدة 6 سنوات، لأتمكن بعدها من النجاح في الصف الثالث الثانوي”.

بدوره قال شادي الشيخ، أحد الطلاب الذين لايزالون يتعلمون في معهد التميز، لفرش: “علمت بهذا المعهد من تداول خبره بين الناس، وبعد ذهابي وتسجلي به، رأيت الكثير من الاهتمام من قبل الكادر التدريسي العامل داخله، وحصلت على إفادة جيدة خلال دراستي به”.

ويقدم المعهد خدماته التعليمية بشكل مجاني الأمر الذي يدفع غالبية طلاب المنطقة إلى التسجيل فيه، في وقت يصعب عليهم تحمل نفقات المعاهد الخاصة.

ويخطط القائمون على المعهد إلى افتتاح روضة للأطفال مع بداية شهر تشرين الأول المقبل بحسب العكل، الذي أشار إلى أنهم سيستقبلون قرابة الـ 200 طفل مع بداية العام الدراسي الجديد.

ويشرف على المعهد نخبة من المعلمين والمعلمات ذوي الاختصاصات والكفاءات، ويسعى القائمون عليه إلى تخفيف الأعباء المالية المترتبة على العائلات متوسطة ومعدومة الدخل، نظراً لارتفاع التكاليف المادية في المعاهد الخاصة.

وقال مدرس اللغة العربية في المعهد خالد العمر لفرش: “ما دفعني للتدريس في هذا المعهد هو الحرص الشديد على نشر التعليم بين الطلاب، ناهيك عن حرص الشباب البالغ في البحث عن العلم رغم الظروف القاسية من تهجير وقصف وفقر ونزوح”.

وأضاف العمر: “رأيت في أعين الطلاب حرصاً بالغاً على التعلم، واهتماماً كبيراً في الوصول إلى ذرى التعليم، لذلك سعيت جاهداً أنا وزملائي المدرسين إلى نشر التعليم بين هؤلاء الشباب الناشئة لننير دربهم لتحقيق النجاح، وهناك تفاعل رائع ومتابعة بين الطلاب والمعلمين”.

وتأتي هذه المبادرة في وقت يواجه المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا، أوضاعاً معيشيةً صعبة حالت بينهم وبين إكمال تعليم أطفالهم بسبب الأجور المرتفعة للدروس والدورات الخصوصية التي تشرف عليها بعض المعاهد التعليمية الخاصة، والتي تكون حكراً على أصحاب الدخل المرتفع، في حين يبقى أصحاب الدخل المحدود في مواجهة ظروف الحياة القاسية. 

يشار إلى أن المعهد تأسس منذ عام 2013، في مدينة كفرنبل جنوبي إدلب، وبعد أن توقف عن عمله التعليمي لمدة ثلاثة أعوام، بسبب الحملة العسكرية التي قام بها نظام الأسد على ريف إدلب الجنوبي، أعاد القائمون عليه افتتاحه.

إعداد: معاذ الفرحات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى