تقارير

هل تسهم المدينة الصناعية في الباب بإنعاش اقتصاد المنطقة؟

تعتبر المدنية الصناعية في مدينة الباب شرقي حلب، واحدةً من أهم المنشآت التي تهدف إلى الارتقاء بالواقع الاقتصادي في المناطق المحررة شمال غربي سوريا، وتُعد واجهةً لجذب المستثمرين وإنعاش اقتصاد المنطقة من خلال عمليات الإنتاج المحلية التي تساهم في رفد الأسواق بمختلف أصناف المنتجات التي يحتاجها المستهلكون. 

وتمثل المدينة الصناعية مركزاً مهماً للأعمال المهنية، وهي واحدة من خمس مناطق صناعية توجد في مناطق المعارضة شمال غربي سوريا.

المهندس محمد صباغ المشرف على أعمال المدينة الصناعية يقول لفرش، إن الهدف من إنشاء المدينة الصناعية هو تلبية احتياجات التجار والصناعيين بمختلف مستلزمات الصناعة والتجارة، وإن المدينة تضم 400 محضر تم تجهيز 100 معمل، مضيفاً، أن المعامل المجهزة تقدر بأكثر من 35 منشأة.

وتتنوع الصناعات ما بين الغذائية والبلاستيكية ومعامل للحديد الصلب، حيث تضم المدينة الصناعية ثلاثة معامل للصناعات البلاستيكية ومعملاً للحديد، وجهزت بشبكة من الطرقات المعبدة والصرف الصحي، إضافةً للتيار الكهربائي والإنترنيت، كما وتنتشر مجموعات أمنية تتولى حراسة المنشآت على مدار اليوم، بحسب “الصباغ”.

واستقطبت المدينة الصناعية بعد افتتاحها عشرات المعامل والمشاريع المتنوعة، حيث نقل العديد من أصحاب المنشآت الصناعية منشآتهم إليها بعد توفير بيئة خصبة للاستثمار، ما انعكس إيجابياً لجهة التخفيف من معدلات البطالة المرتفعة في المنطقة.

ويواجه القائمون على سير عمل المدينة الصناعية والمنشآت المتواجدة داخلها تحديات عديدة أبرزها التصعيد العسكري من مختلف القوى المتصارعة، حيث تتعرض مناطق شمال وشرق حلب إلى حملات قصف مدفعية وصاروخية من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوات نظام الأسد، إضافةً إلى الهجمات الجوية المتكررة بين الحين والأخر من قبل الطائرات الروسية، وعمليات التفجير، وتعد تلك التحديات من أهم المشاكل التي تنعكس سلباً على سير عمليات الإنتاج المحلية الأمر الذي ينعكس سلباً على أصحاب المنشآت.

وتضاف بعض التحديات الخدمية الأخرى كتلك المتعلقة بأسعار التيار الكهربائي والمياه، ما يلقي بظلاله على أصحاب المنشآت الذين يضطرون إلى رفع أسعار منتجاتهم من أجل التقليل قدر الإمكان من الخسارة، وفقاً لما أوضحه مصطفى قشقوش صاحب معمل لمياه الشرب في المدينة الصناعية خلال حديثه لفرش.

وتعد المدينة الصناعية في مدينة الباب من أكبر المدن الصناعية في مناطق سيطرة الحكومة المؤقتة شمال وشرق حلب، حيث لا يزال القائمون عليها يعملون على تطويرها وتوسيعها من أجل جذب أكبر عددٍ من المستثمرين والمنشآت الصناعية الأمر الذي يسهم في تسريع وتيرة انتعاش اقتصاد المنطقة من خلال توفير مئات فرص العمل للمقيمين والنازحين والمهجرين، إضافةً لكونها مصدراً محلياً لعشرات المنتجات التي تصنع بأياديٍ سورية، ما يسهم في الحد من عمليات استيراد عشرات المنتجات من الخارج.

ويعود افتتاح المدينة الصناعية في مدينة الباب إلى شهر شباط/فبراير من العام 2018، وتبلغ مساحتها الإجمالية 561 ألف كم مربع وتضم مكاتب للإدارة وفندقاً للإقامة وقاعةً للمنتديات والمؤتمرات الاقتصادية، وتوفر آلاف فرص العمل للشباب في مناطق شمالي حلب في ظل ما تمر بها من المنطقة من ظروف اقتصادية صعبة.

إعداد: فريق التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى