تقارير

افتتاح أول مركز مختص لعلاج إصابات الكوليرا في إدلب

افتتحت مديرية الصحة في إدلب بالتعاون مع إدارة مستشفى “الرحمة” في بلدة دركوش غربي المحافظة مؤخراً، مركزاً مختصاً لعلاج وحجر مرضى الكوليرا لا سيما بعد ازدياد عدد الإصابات في منطقة شمال غربي سوريا والتحذيرات المتكررة من وقوع كارثة إنسانية.

ويعد المركز الأول من نوعه الذي يختص بمعالجة حالات الإصابة بالكوليرا، وعزل المشتبه بها وجرى تجهيزه وفقاً لشروط ومعايير منظمة الصحة العالمية.

ما هي ميزات المركز وماذا يحتوي؟

يحتوي المركز على 16 سريراً لعلاج الإصابات ويستقبل بشكل يومي الحالات المصابة بالكوليرا ويقدم لها العلاج المناسب مجاناً، بحسب ما أوضحه مدير مستشفى “الرحمة” الطبيب أحمد غندور خلال حديثه لفرش.

وقال “غندور”، إن المركز يحتوي على أسرة استشفاء خاصة ومجهزة بكامل التقنيات الأساسية لعلاج المرضى.

ويشرف على علاج المرضى كادرٌ طبي مختص ومدرب على التعامل مع حالات الإصابة الأمر الذي سيساعد من التقليل من مخاطر الإصابة، وفقاً لـ “غندور”.

ويأتي افتتاح المركز ضمن استجابة الجهات الصحية في محافظة إدلب للحد من خطر وباء الكوليرا الذي بات ينتشر بشكل سريع في الآونة الأخيرة، في ظل عدم القدرة على تطبيق الإجراءات الوقائية لا سيما مع الاكتظاظ السكاني الكبير ووجود مئات المخيمات العشوائية التي تعد تربةً خصبة لانتشار الوباء في ظل وجود شبكات الصرف الصحي المكشوفة ومصادر المياه الغير معروفة التي يستخدمها المهجرون للاستخدام اليومي.

وتسعى الجهات الصحية إلى افتتاح مراكز مماثلة في الفترة المقبلة، وذلك من أجل ضمان القدرة على ضبط انتشار الوباء في المنطقة، التي يرزح سكانها تحت ظروفٍ معيشية قاسية يضاف إليها مشاكل البطالة والفقر المدقعة واستمرار جائحة كورونا “كوفيد 19” التي أنهكت القطاع الصحي قبل أشهرٍ ليست ببعيدة.

وتحتاج مناطق شمال غربي سوريا إلى الكثير من المراكز المختصة لعلاج مرضى الكوليرا نظراً للاكتظاظ السكاني الكبير ووجود أكثر من 1500 مخيم للمهجرين والنازحين من كافة المناطق السورية، حيث لا يكفي المركز الذي جرى افتتاحه مؤخراً في بلدة دركوش لتغطية كامل الإصابات التي تتزايد أعدادها يوماً تلو الأخر.  

ما هي جهود الجهات المسؤولة عن القطاع الصحي للحد من انتشار الوباء؟

تسعى مديريات الصحة في شمال غربي سوريا، إلى حث المانحين الدوليين والمنظمات الإنسانية لافتتاح مراكز مختصة لعلاج وعزل مرضى الكوليرا على غرار مراكز الحجر الصحي الخاصة بمرضى كورونا خلال الجائحة الأخيرة التي ضربت المنطقة في العام الماضي، بحسب ما بينه مدير المكتب الإعلامي بمديرية صحة إدلب، عماد زهران خلال حديثه لفرش.

وقال “زهران”، إن المديرية تتواصل مع الجهات المانحة الدولية والمنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب، من أجل افتتاح مراكز مماثلة للمركز في مستشفى “الرحمة”، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى كبح جماح الوباء والسيطرة على انتشاره تفادياً لوقوع كارثة إنسانية قد يصعب التحكم بها في ظل حالة الإنهاك الكبيرة التي يمر بها القطاع الصحي بعد جائحة كورونا “كوفيد 19” وما ألحقته العمليات العسكرية لروسيا ونظام الأسد من خسائر كبيرة في البنية التحتية للقطاع.

تحذيرات من تفشي وباء الكوليرا في مناطق شمال غربي سوريا

تتعالى تحذيرات الجهات الصحية والمنظمات الإنسانية في شمال غربي سوريا من انتشار متزايد لوباء الكوليرا في مخيمات المهجرين والنازحين والمدن والبلدات في ظل ضعفٍ كبير في التعامل مع حالة طوارئ من قبل الجهات المعنية في المنطقة، بحسب ما جاء في بيان سابق نشر قبل أربعة أيام على معرفات فريق “منسقو استجابة سوريا” على منصات التواصل الاجتماعي.

وحذر الفريق في بيانه من سياسة “ازدواجية المعايير” التي تمارسها المنظمات الدولية تجاه حقوق المدنيين في الشمال السوري، عقب إبطاء تدفق المساعدات الإنسانية وخاصةً التي تتعلق بالقطاع الطبي إذ لم تتجاوز كمية المساعدات الطبية أكثر من 6.97% منذ تجديد قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بآلية عبور المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى في شهر تموز/يوليو الفائت، في وقت تشهد المنطقة ازدياد عدد الإصابات بالكوليرا وسط ظروف قاسية تعصف بأكثر من 4 ملايين مدني.

وطالب مدنيون التقت بهم فرش، المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية في إدلب وحلب إلى افتتاح مراكز إضافية في المنطقة، وزيادة جلسات التوعية التي تستهدف نشر الوعي والمعرفة حول وباء الكوليرا وطرق الوقاية منه، مؤكدين، أن مركزاً واحداً لكامل المنطقة لا يفي بالغرض في ظل الكثافة السكانية الحالية.

وبلغ عدد الإصابات المثبتة بمرض الكوليرا في منطقة شمال غربي سوريا، منذ بدء انتشار الجائحة وحتى أمسٍ الأحد، 159 إصابة، في حين ارتفع عدد الوفيات إلى 3 بعد تسجيل وفاة جديدة خلال الساعات الأخيرة، بحسب إحصائية نشرتها شبكة “الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة” التابعة لوحدة تنسيق الدعم في المنطقة.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى