تقارير

انتشار متسارع لفيروس كورونا.. ومنسقو الاستجابة يحذر من انهيار المنظومة الصحية في الشمال السوري

تتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا في الشمال السوري بشكل كبير ومتسارع، إذ سجلت مختبرات الترصد الوبائي التابعة لشبكة الإنذار المبكر 4082 إصابة منذ بدء انتشار الوباء أواخر شهر تموز / يوليو من العام الحالي.

وارتفعت الأعداد خلال الأيام الماضية لتتخطى حاجز المئة إصابة يومياً في منحى متسارع على عكس الأيام الأولى، إذ سُجلت الحصيلة الأعلى في 20 من الشهر الحالي لتتجاوز أعداد المصابين 320 إصابة، وتعتبر مدينتي إدلب والباب من أكثر المدن تأثراً.

وكانت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة قد أعلنت منذ أيام مدينة الباب مدينة منكوبة، وذلك بسبب ارتفاع أعداد المصابين.

وقال وزير الصحة في الحكومة، الدكتور مرام الشيخ، عبر الصفحة الرسمية للحكومة، إن “مدينة الباب مدينة منكوبة بسبب انتشار فيروس كورونا وعجز النظام الصحي عن استقبال المزيد من الحالات المصابة بالفيروس”.

وأضاف الوزير أن المدينة سجلت أكثر من 460 إصابة، مشيرا إلى ضعف الإمكانيات لدى السلطات الصحية.

كما نوه “الشيخ” إلى نقص كبير في الأدوية العلاجية بالدرجة الأولى، إضافة لنقص في الكمامات والمعقمات، مناشداً المنظمات الصحية ومنظمة الصحة العالمية والمانحين بالمساهمة لسد الاحتياجات الضرورية بالسرعة القصوى لتدارك الموقف.

وبالرغم من الانتشار المتسارع وازدياد أعداد المصابين، إلا أن الإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات المعنية في المنطقة “لا ترقى” للواقع الحالي، في ظل عدم فرض قيود على حركة البيع والشراء في الأسواق والحد من التجمعات في الحدائق العامة والمطاعم، ما ينذر بتفاقم الوضع الصحي واحتمالية خروجه عن السيطرة في ظل ما يعانيه القطاع الصحي من هشاشة وضعفٍ للإمكانيات.

وتشهد الأسواق والحدائق العامة والمطاعم في محافظة إدلب ومدن وبلدات الشمال السوري ازدحاما كبيراً للمواطنين، في الوقت الذي ينتشر فيه فيروس كورونا بشكل سريع في تجاهل واضح لتدابير الوقاية العامة والشخصية.

بدوره فريق منسقو استجابة سوريا حذر من الانتشار السريع لجائحة كورونا داعياً المنظمات الإنسانية والهيئات إلى تدارك الوضع قبل خروجه عن السيطرة.

فرش أونلاين أجرت المقابلة التالية مع المهندس محمد حلاج مدير فريق منسقو الاستجابة وكان تعليقه كالتالي

1_ هل يستطيع القائمون على القطاع الصحي الصمود في ظل الانتشار المتسارع لجائحة كورونا ؟

– في الحقيقة، إن واقع القطاع الصحي في الشمال السوري يعاني من هشاشة كبيرة نتيجة ما عاناه خلال السنوات الأخيرة من استهداف متعمد من قبل قوات نظام الأسد وروسيا، ونقص في المستلزمات الطبية من كمامات ومعقمات ومنافس وأسرى في غرف العناية المركزة إضافة إلى قلة التمويل المقدم من قبل الجهات المانحة، كل تلك الأسباب قد تؤدي في النهاية إلى عجزه عن تدارك الوضع في ظل التحذيرات من موجة جديدة للفيروس.

– لليوم لا يزال الوضع تحت السيطرة لكن المخاوف تبقى قائمة من خروج الأوضاع عن السيطرة.

2_ هل دخلت المناطق الشمالية مرحلة الانتشار الغير مسيطر عليه لجائحة كورونا (الانتشار المجتمعي) ؟

– نعم، دخلت المنطقة بمرحلة الانتشار المجتمعي نتيجة لتسجيل حالات في مناطق جديدة بعيدة كل البعد عن المناطق المؤوبة.

3_ هل يتم التعامل مع ملف كورونا من قبل الجهات المعنية على محمل الجد؟

– لا يمكن إلقاء اللوم على الجهات المعنية فهي تعمل وفق الطاقات المتواجدة حالياً، ولا سيما القطاع الصحي الذي يستشعر خطورة الموقف ويعمل على التواصل مع الجهات المانحة لتقديم التمويل اللازم، ويجب أن لا ننسى الاستهتار الكبير من قبل المواطنين الذين لا يلتزمون بتطبيق إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، فالغالبية منهم لا يرتدي الكمامة أثناء خروجه من المنزل.

ونوه “حلاج” أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تدفع المواطن للتفكير حول كيف يمكن أن يؤمن قوت يومه.

4_ هل من تقصير في عمل المنظمات الإنسانية لمواجهة هذه التحديات؟

– في الواقع، تعمل المنظمات الإنسانية وفق التمويل المقدم لها وهي تبذل قصارى جهدها من خلال حملات التوعية المكثفة حول مخاطر فيروس كورونا، وقسم منها يعمل على تصنيع الكمامات وتوزيعها على المشافي والمراكز الصحية والمخيمات بالإضافة إلى تجهيز مراكز العزل المجتمعي، لكن مع الآسف ورغم كل هذه الجهود لا يزال المواطنين بحاجة إلى سلل النظافة الشخصية والمستلزمات الطبية الضرورية.

5_ ماهي رسالتكم للمنظمات الإنسانية والجهات المعنية في الشمال السوري؟

– نتمنى من المنظمات والجهات أن تبذل قصارى جهدها للتخفيف من التداعيات السلبية على ما يزيد عن 5 مليون مدني يعيش في المناطق المحررة.

يذكر أن أول إصابة بفيروس كورونا في الشمال السوري سجلت في محافظة إدلب بتاريخ التاسع من شهر تموز/ يوليو المنصرم.

إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى