تقارير

الحاجة أمُ الاختراع.. بدائل عن أسطوانة الغاز يستخدمها بعض الناس في الشمال المحرر

الحاجة أمُ الاختراع، مقولةٌ لطالما ترجمها السوريون على مدار سبع سنواتٍ من ثورةٍ خرجت تطالب بالحرية والكرامة، فلم تلق الا القمع والاضطهاد والتضييق من قبل نظام الأسد وحلفائه.

سبع سنوات من الفقر والتضييق والتجريد من ابسط مقومات الحياة، كانت كفيلةً بإرجاع السوريين الى الوسائل البدائية، والتي مسحت من قاموس التطوير والتحديث في القرن ال 21.

وآخر هذه المقومات وأهمها التي تم سلبها من أبناء الشعب السوري في المناطق المحررة مادة المحروقات، وعلى رأسها الغاز المنزلي.

وتعتبر مادة الغاز من الركائز الأساسية في كل منزلٍ من منازل السوريين، بسبب تعدد استخدامه لعدة مرات في اليوم الواحد، ولكن سرعان ما تم تصنيف هذه المادة على قائمة المواد المحظورة عن السوريين.

وقد بدأ حظر هذه المادة على عدة خطوات، بدءً بارتفاع سعرها، وانتهاءً بقطعها نهائيا عن السوق، حتى بات شراء أسطوانة الغاز أشبه بالحلم لدى البعض، ومن الهموم التي تثقل كاهل الأهالي، لأنها باهظة الثمن حيث وصل سعرها إلى أكثر من 20 ألف ليرة سورية في الشمال السوري.

وكسابقاتها من المعضلات، لم يقف السوريون عاجزين عن هذه المشكلة لسد ثغرة احتياجاتهم من الغاز المنزلي، وذلك بإحلال الغاز الطبيعي بدلاً عنه.

لجأ القليل من الناس في الآونة الأخيرة لإيجاد بدائل عن الغاز الطبيعي وذلك باستخدام روث الحيوانات وما ينتج عنها من غازات قابلة للاشتعال يستخدمها الناس كبديل عن أسطوانة الغاز.

محمد البيوش أحد أبناء مدينة كفرنبل وهو من الأشخاص الذين نفذوا التجربة لفرش اونلاين: “عن كيفية استخراج هذا النوع من الغاز عن طريق روث الحيوانات والنفايات الأخرى، يتم استخراج هذا النوع من الغاز عن طريق حفرة محكمة او جلب براميل مغلقة، بعد تزويدها بالصمامات اللازمة، وتوصيل تمديدة البرميل على الغاز المنزلي، ليحل مكان أسطوانة الغاز سابقاً، ومن ثم يتم تزويد البرميل بكمية معينة من روث الحيوانات أو النفايات، أو غيرها من المواد العضوية الأخرى، ومن ثم يتم احكام البرميل وإغلاق صماماته لمنع دخول أو خروج الهواء منه وذلك لمدة زمنية معينة تسمح للمواد العضوية داخل البرميل بالتفاعل، بعد ان تكون قد أكملت تخمرها داخل البرميل” وتختلف هذه المدة بحسب اختلاف درجة الحرارة فكلما زادت درجة الحرارة كلما زاد التفاعل، وبالتالي زاد انتاج الغاز، ويحدث العكس عند تدني درجات الحرارة، حيث تتفاوت المدة بين الأيام والأسابيع، وبعد إتمام المدة المطلوبة،  تفتح الصمامات الموصولة على الغاز المنزلي، لنجد أنه قد تم وصول الغاز القابل للاشتعال إلى الموقد، ويمكن لهذا النوع من الغاز ان يستمر لمدة تصل من 10إلى 15يوم وذلك بحسب حجم الحفرة وكمية المخلفات المستخدمة، بشرط إبقاء البرميل تحت أشعة الشمس.

وبما أن الحاجة هي أم الاختراع، لم يكف الأهالي عن ابتكار ما يساعد عجلة الحياة على الاستمرار، عبر استخدام أساليب بديلة تجعله قادراً على التكيف مع أقسى الظروف.

 

حسن الحسن (كفرنبل، ادلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى