تقارير

أسباب سوء التغذية.. ودور المنظمات في علاجها

تعرضت المناطق الشمالية الغربية في سوريا، منتصف شهر مارس\ آذار عام 2019، لحملة عسكرية شرسة ما تسبب بازدياد سوء الأوضاع الإنسانية في المنطقة، وخلف عشرات الكوارث الإنسانية لقرابة الأربعة ملايين مدني، ويفتك مرض سوء التغذية بأجساد الأطفال والنساء في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في ظل تراجع مستوى المعيشة للأهالي بسبب الفقر والنزوح، والتي تسببت بها حملات القصف والترويع بشكل مباشر من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها.

تركي بكور مشرف مسؤولي الإعلام في منظمة SDI، يقول لفرش أونلاين: ” تعتبر منظمة الـ SDI من منظمات المجتمع المدني، وتقدم خدماتها للمتضررين جراء الحروب والأزمات، وتعمل في القطاع التنموي والغذائي، إذ تطرح عدة مشاريع من ترميم المنازل وبناء المخيمات وإنشاء وترميم النقاط الطبية، في حارم وسلقين وكفر تخاريم وعفرين، إضافةً لمشاريع تنموية في مدينة الباب”.

وعملت المنظمة على ترميم منشآت صحية، وافتتحا وتجهيز مراكز طبية في كفر ناصح ومركز سواسية للأطراف الصناعية ومركز الحكيم الطبي بمدينة عفرين، إضافة لتسع نقاط طبية للفرق الجوالة والعيادات المتنقلة، ومراكز تغذية ثابتة بمناطق محافظة إدلب.

هبة عطايا منسقة تغذية ميدانية في منظمة الـ SDI تعرف في حديث لفرش أونلاين عن مرض سوء التغذية وتوضح أسبابه: ” إن مرض سوء التغذية هو حالة من عدم التوازن بين كمية المواد الغذائية الضرورية لأنسجة الجسم وبين الكمية الغذائية التي يستخدمها الجسم بشكل فعلي، وتعتبر ظروف الحرب والنزوح المتكرر بسبب القصف الذي تشهده محافظة إدلب من قبل قوات الأسد والطائرات الحربية الروسية، وفقد الأم أو الأب المعيل الاساسي للأسرة، حيث لا يمكن تأمين الحليب للطفل بعد فطامه، لعدم توفر المال الكافي لدى أسرته، ما يؤدي لإصابة الأطفال بهذا المرض.

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في شهر تموز المنصرم، أن كل ثلاثة من عشرة أطفال شمالي غربي سوريا، يعانون من “التقزم” إثر سوء التغذية الحاد، ووصلت نسبته إلى 2% بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة و59 شهرًا، وإلى 8% بين النساء الحوامل والمرضعات.

وأضافت عطايا: “تعمل منظمة الـ SDI على علاج مرض سوء التغذية من خلال أربعة مراكز تغذية ثابتة، في عفرين وحارم وسلقين ومنطقة الأتارب، إضافةً لعيادة طبية متنقلة بقرى مدينة حارم وتسع فرق جوالة للاستجابة السريعة بريفي إدلب وحلب.

وتابعت منسقة التغذية الميدانية: ” ويتم استقبال الحالات المرضية التي تعاني من مرض سوء التغذية من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في المراكز الثابتة، حيث يتم تقييم الحالة المرضية عن طريق أطباء متخصصون وأخصائيات تغذية، وتقديم العلاج حسب الحالات، والمراجعة الشهرية للحالات الشديدة وتقديم العلاج اللازم”.

ويقسم مرض سوء التغذية بحسب عطايا، لعدة أنواع حيث تختص مراكز منظمة الـ SDI بعلاج مرض سوء التغذية الحاد، إذ يتم استقبال المرضى وفرزهم واعطاهم “زبدة تكميلية” إضافة للأدوية الروتينية ومتابعتهم للوصول لمرحلة الشفاء.

  
وسجلت مشافي قرية أطمة على الحدود السورية التركية، في شهر آب \ أغسطس من العام الحالي، 140 إصابة بسوء التغذية في المخيمات، بسبب قلة المساعدات الغذائية والطبية وازدياد أعداد النازحين.

وتعرف منظمة الصحة العالمية سوء التغذية، بأنه ما يشير إلى النقص أو الزيادة أو عدم التوازن في مدخول الطاقة و/ أو المغذيات لدى الشخص.

ويشمل مصطلح سوء التغذية ثلاث مجموعات واسعة النطاق من الحالات الصحية:

– نقص التغذية، الذي يشمل الهزال (انخفاض الوزن بالنسبة إلى الطول)، والتقزم (قصر القامة بالنسبة إلى العمر)، ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة إلى العمر).

– سوء التغذية المتعلق بالمغذيات الدقيقة، الذي يشمل عوز المغذيات الدقيقة (نقص الفيتامينات والمعادن المهمة) أو فرط المغذيات الدقيقة.

– فرط الوزن والسمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي (مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري وبعض السرطانات).

إعداد: محمد الموسى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى