تقارير

بعد انقطاعه لعدة أشهر.. عودة الدعم لمستشفى “الرحمة” بدركوش غربي إدلب

استأنف مستشفى “الرحمة” في مدينة دركوش غربي إدلب، عمله بشكل كامل في الأول من الشهر الجاري، بعد عودة الدعم من قبل المنظمات الإنسانية بعد انقطاع دام عدة أشهر، ما ينعكس إيجاباً على المدنيين في المدينة والقرى المجاورة لها، نظراً لكونه المستشفى الوحيد الذي يخدم تلك المنطقة الجغرافية الواسعة.

وقال “أبو محمد” أحد مراجعي المستشفى لفرش: “إن عودة الدعم ستخفف على مرضى المدينة والقرى والبلدات المجاورة لها، الكثير من المشاكل التي كانت تواجههم خلال الأشهر الماضية، لا سيما مشكلة التنقل من المنطقة إلى مشافي محافظة إدلب، وارتفاع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة”.

وأضاف، أنه اضطر إلى قصد المستشفيات الخاصة لمتابعة علاجه كونه يشكو من عدة أمراض كالسكري والضغط ونقص التروية، خلال الأشهر التي توقف فيها المستشفى، واشتكى من ارتفاع تكاليف الخدمات الطبية التي تقدمها تلك المستشفيات، ما فاقم وضعه المادي نظراً لعدم قدرته على العمل.

ويشمل الدعم كافة أقسام المستشفى ما عدا قسم الأطفال والعناية المشددة الخاصة بهم، إلا أنه يعتبر بادرة خير في المنطقة التي تحتوي مئات آلاف المدنيين، لا سيما اتساع الرقعة الجغرافية التي يخدمها والتي تشمل المدينة وأريافها وبلدات سهل الغاب وبلدات ريف اللاذقية الشمالية الغربية بعدد سكان يتجاوز الـ 700 ألف، وفقاً لإحصائيات مديرية صحة إدلب.

بدوره، أوضح مدير المستشفى أحمد غندور لفرش، أن الدعم الحالي مقدم من منظمة “الأوتشا” بالتعاون مع منظمة “أوسم فرنسا” والشراكة مع منظمة “مساحة سلام”، ويشمل تغطية كافة الأقسام الطبية باستثناء قسمي الأطفال والعناية المشددة الخاصة بهم، وكافة المصاريف المالية من رواتب للكادر الطبي ولوجستيات على مدار الـ 7 أشهر المقبلة.

وقال: “لقد انتهت مشكلة كبيرة كادت أن تودي إلى أزمة إنسانية في المدينة وريف إدلب الغربي أثر توقف المستشفى خلال الأشهر الماضية”، مضيفاً أنه المستشفى الوحيد في المنطقة الذي يقدم كافة خدماته الطبية للمرضى بشكل مجاني، في ظل ارتفاع الكثافة السكنية هناك وتدهور الأوضاع المعيشية لغالبية السكان ما يجعلهم غير قادرين على إكمال علاجهم في المستشفيات الخاصة.

ورحب “الغندور” بعودة الدعم شاكراً جهود كافة الجهات التي ساهمت بإعادة تشغيله بعد توقف طويل.

وتنعكس عودة الدعم بشكل إيجابي على المدنيين في بلدات جنوب وغرب محافظة إدلب وشمالي اللاذقية، لا سيما افتقار تلك البلدات لأية مستشفيات ومراكز صحية ما يضطرهم إلى قصد مستشفى “الرحمة” بمدينة دركوش، الأمر الذي سيخفف عليهم مصاريف التنقل والعلاج.

ويخدم المستشفى أكثر من 30 ألف مريض بشكل شهري في المدينة والبلدات المجاورة لها، إضافة لقرى وبلدات غربي إدلب وشمالي اللاذقية، بحسب إحصائيات خاصة بالمستشفى نشرتها على معرفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الدعم الذي تقدمه إحدى المنظمات الإنسانية الدولية للمستشفى توقف بشكل نهائي بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما أدى إلى اقتصار عمله على الخدمات الإسعافية الأولية وتوقف إجراء العمليات المهمة كالقلبية وغيرها.

ولا تزال العديد من المستشفيات في شمال غربي سوريا تعمل بشكل تطوعي منذ قرابة الأربعة أشهر، جراء توقف الدعم عنها من قبل المنظمات الإنسانية نتيجةً لمحدودية التمويل الذي تقدمه الجهات المانحة الدولية، ما يندر بكارثة إنسانية وشيكة في المنطقة التي تحوي أكثر من 3,5 ملايين مدني غالبيتهم من النازحين والمهجرين.

وكان بدأ مستشفى “الرحمة” في مدينة دركوش غربي إدلب عمله بشكل طبيعي في الأول من آذار الحالي، بعد شمله بالمنحة التي أطلقتها منظمة “الأوتشا” أواخر فبراير الماضي.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى