تقارير

دور المنظمات في تقديم الرعاية للأطفال اليتامى شمالي سوريا

بسبب الحرب الدائرة في سوريا منذ عشر سنوات، وما أدت إليه من قتل ودمار وأضرار وآثار سلبية على المجتمع ككل، وعلى الأطفال بشكل خاص ممن فقدوا آباءهم أو أمهاتهم، الأمر الذي جعل المنظمات الإنسانية تعمل على تقديم الرعاية لهؤلاء الأطفال.

وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو فرش، أكد الأهالي بأن معظم المنظمات لا تعمل بشكل جيد في هذا المجال، وطالبوا بدعم الجهود المقدمة وطالبوا بحق المساواة بين الأطفال.

فيما أكد البعض الآخر أن دور المنظمات في تقديم الرعاية للأطفال هي خطوة إيجابية وبناءة ومفيدةٌ للمجتمع ككل، بسبب كثرة الايتام جراء الحرب في سوريا، وعدم إيجاد معيل، مطالبين بزيادة التدقيق في سجل الأسر المحتاجة نظرا لوجود اختلاف في الدعم المادي من عائلة لأخرى.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول مدير مركز “المغتربين لرعاية الأيتام”، علي العتك: “المغتربين هو مركز خاص برعاية الأيتام يقدم فيه خدمات تعليمية للطلاب من الروضة وحتى الصف الرابع، ويقدم مساعدات إنسانية للأرامل، حيث يستقبل المركز 221 طفل يتيم، ويساعد 150 أرملة”.

ويضيف العتك: “قدمنا حلقات تعليم رسمي وغير رسمي وتعليم القرآن الكريم للأطفال اليتامى، وبالنسبة للأرامل قدمنا كفالات شهرية بسيطة ونسبية وبعض السلل الإغاثية، بالإضافة للوجبات الغذائية (المطبوخة)”.

وأوضح أن عدد الأطفال اليتامى في الشمال السوري، وصل لما يقارب ال40 ألف طفل، حسب إحصائيات أجراها مركز “المغتربين لرعاية الأيتام”.

وعن كيفية تقديم الكفالة للطفل اليتيم، أوضح العتك، “نقوم بتقديم الكفالة عن طريق مقدم الرعاية (أقرباء والد اليتيم)، من خلال فرق التواصل، وغالباً ما تسلم الكفالة للطفل باليد في مكان إقامته ليبقى في البيئة الحاضنة له، وتستمر الكفالة للطفل اليتيم الذكر حتى سن ال 14، والأنثى حتى سن الزواج، وتلغى الكفالة في حال وجود بيانات في منظمة أخرى”.

وتابع: “في حال عدم وجود مكان لإقامة الطفل اليتيم، نقوم بتأمين سكن له في أحد الأفرع التابعة للمركز كدور الأيتام أو المدارس الخاصة لرعايتهم، حيث نقدم الخدمات الطبية والتعليمية والتوعوية في تلك الأماكن”.

وبحسب العتك: “فإن الكفالة تشمل طفل يتيم واحد من كل عائلة، وتقدر قيمتها كحد أدنى (20) دولار أمريكي، وحد أعلى (55) دولار شهرياً، وهناك فرق كبيرٌ بين القيمتان، ولكن هذا الأمر يتم تحديده من قبل الجهة الداعمة، كما نقدم أيضاً سلل إغاثية لذوي الطفل اليتيم”.

وأردف: “نقدم الدعم النفسي للطفل لمدة ستة أشهر ليتجاوز المعاناة، والتي كان سببها ضغوطات الحرب الدائرة في سوريا”، مشيراً “أن اليتامى عانوا الأمرين من ضعف الإمكانية من قبل المنظمات لهم من جهة، والبعد عن الأهل والمجتمع وعدم تفريغ الشحنات وعدم اللعب والتعليم بسبب النزوح المستمر لعائلاتهم من جهة أخرى”.

وعن التواصل والتنسيق بين المنظمات المهتمة برعاية الأيتام، أكد العتك، “أن هناك تواصل ولكن غالباً ما يكون ضعيفاً ولا يرقى لمستوى حجم الكارثة في المناطق المحررة، كما أنه لا يوجد قاعدة بيانات مشتركة بين الجميع (المنظمات)”.

وأردف: “سابقاً لم يكن يوجد انتشار كثير لدور الأيتام ولم يكن هناك كوادر مختصة في هذا المجال، ولتدارك الضعف في هذه النقطة، قمنا بتأهيل كوادر جديدة لتكون قادرة على تعليم الطفل كافة النواحي ومنها، الاجتماعية والنفسية والتربوية، كون تربية الطفل اليتيم تقع على عاتق هذه الكوادر”.

وعن الخدمات المقدمة للأرامل، يقول العتك: “يتم التركيز على دعم الأرملة ضمن منزلها، فغالباً ما تكون فاقدة لمعيلها وغير قادرة على سد حاجتها المادية، ولكن نقوم بتوزيع هذه الخدمات لعدد محدود من الأرامل بسبب قلة الدعم المقدم من الجهة الأساسية”.

وفي 15 آذار عام 2011، انطلقت الثورة السورية تحت شعار الحرية والكرامة، أكد الشعب السوري من خلالها على عدم القبول بالذل، مطالباً برحيل بشار الأسد ونظامه، لممارساته الدكتاتورية التي ورثها عن والده منذ أكثر من خمسين عاماً، حيث ازداد عدد الوفيات في سوريا ما زاد معها نسبة الأطفال اليتامى وبحثهم عن حياةٍ كريمةٍ بعد فقدانهم لذويهم وافتقارهم لأدنى مقومات الحياة.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى