تقارير

دور المنظمات.. وتأثير جهود المرأة في المجتمع

بعد تعرض المرأة لضغوط كبيرة بسبب الحرب وفقدان العديد منهن لأزواجهن، كان لا بد من وجود حلول لرفع قدرات المرأة السورية ووضعها في صف المقدمة ودخولها لصفوف العمل جمباً إلى جمب مع الرجل في جميع المجالات ليكنَّ قادرات على تحمل المسؤولية وإعالة أطفالهن.

وتواجه المرأة السورية العديد من الصعاب، وخاصة عقب الحملة العسكرية لقوات نظام الأسد والقوات الروسية على مناطق ريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي أدى لنزوح الأهالي وازدياد الحاجات المترتبة على النساء اللواتي لا يملكن معيل.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، تقول إيثار العلام المديرة التنفيذية لمركز “مزايا”، “منظمة مزايا، هي منظمة نسائية تأسست في عام 2013، في مدينة كفرنبل جنوبي إدلب وانتقلت حديثاً إلى سلقين، تعمل على تمكين المرأة في كافة المجالات منها، الحقوقية والسياسية والتوعوية والتعليمية”.

وأضافت العلام: “كنا نركز سابقاً على الخدمات المهنية، ولكن استطعنا فيما بعد من القيام بتدريبات تعليمية (محو الأمية وتعليم اللغة الانكليزية والحاسوب)، وجلسات الدعم نفسي ونشاطات أدبية وشعرية وقراءة جماعية”.

وعن تقبل المجتمع لهذه الفكرة، أكدت إيثار علام، “أن ردة فعل الأهالي في البداية، كانت سلبية وغير متقبلة للفكرة كونها كانت جديدة، ولكن بعد وصول أهمية المشروع والتي تكمن في ملامسة حاجة النساء وسد احتياجاتها الحقيقية، أصبح الأمر مرغوباً للعديد من الأهالي”.

وتابعت “طورنا المشروع ليشمل تأسيس 6 مراكز أخرى في المناطق المجاورة بريف إدلب الجنوبي (معرة حرمة ومعرة النعمان واحسم وبسقلا وجبالا)، وبعد حملة النزوح قل عدد المراكز ليصل إلى اثنين، أحدها في قرية باريشا والآخر في مدينة سلقين شمالي إدلب”.

وأوضحت “أن رفع القدرات يكمن في التركيز على نقاط القوة والإبداع عند المرأة، والعمل على صقلها وتطويرها، كما بات بإمكان النساء التي تعمل لدينا إنشاء مشروعهن الخاص، والاعتماد على أنفسهن، وإيجاد دخل آخر يساعد أطفالهنَّ”.

وعن كيفية اختيار النساء اللواتي يملكن آلية عمل محددة، قالت المديرة التنفيذية لمركز “مزايا”: “استطعنا تقييم احتياجات المرأة من خلال جلسات نقاش لمعرفة ما تبرع فيه”.

وأشارت العلام “قدمنا التكريمات لبعض النساء اللواتي تفوقن في المجالات التي يبرعن بها، في أيام مميزة مثل يوم المرأة العالمي وذكرى الثورة، من خلال تقديم مبالغ مالية تعتبر معنوية أكثر من كونها مادية لتحفيز المرأة على الاستمرار في تقديم المزيد من الجهد وتكوين مستقبل أفضل لها”.

وأردفت “كان للأرامل النصيب الأكبر، من توظيفهن في المركز، حيث ركزنا في البدايات على فئة الارامل والحالات الإنسانية ونساء المعتقلين، وكان لدينا فريق الاستبيان يمكننا من الحصول على المعلومات اللازمة عن المرأة التي تعيش ضمن أوضاع إنسانية صعبة”.

وتابعت: “حالياً أصبح لدينا شيء جديد وهو المكتب القانوني، وهو مكتب نسائي يعمل على توثيق الحالات والانتهاكات الانسانية ضد المرأة، ويقوم بتقديم استشارات قانونية إلى النساء بشكل سري حفاظاً على خصوصية المرأة ومساعدتها في ذلك”.

وعن التعاون مع المنظمات الأخرى رحبت العلام بهذا الشأن قائلةً: “يهمنا التشاركية مع المنظمات الأخرى، ولدينا عدة مذكرات تفاهم مع عدة جهات مدنية، ومستعدون للقبول بأي خطوة جديدة في الدخول لعمل ما او مشروع يصل لأعداد كبيرة من النساء لأنه يعطي فائدة أكبر”.

دور المرأة في المجتمع

وأشادت العلام بدور المرأة في المجتمع، مؤكدةً “أن الظروف الصعبة تصنع المعجزات، فبعد التهجير القسري للأهالي من مناطقهم وعدم توفر فرص عمل في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المرأة، الأمر الذي لم يوقفها عن تقديم دورها في المجتمع، حيث تعمل بشكل تطوعي او مأجور لتقديم موهبتها أو الأمور التي تبرع بها، لتفيد المرأة خاصة والمجتمع بشكل عام”.

ونوهت “أصبح للمرأة كيان تستطيع إثبات توجهها في النحو السياسي وصنع القرار بعد تغيبها وتقييدها عنه لمدة زمنية طويلة”.

وعن النشاطات التي قدمها المركز شرحت العلام “عملنا على مجلة مزايا والتي تصدُر وتنشر في الداخل السوري، وهي تنقل معاناة ومشاكل المرأة ومواضيع اجتماعية من وجهة نظر النساء ولكنها توقفت مؤخراً، وتوثيق الحالات الإنسانية المصورة”.

وبالنسبة لنشاط المركز في المخيمات أوضحت “أطلقنا حملة الكمامات، حيث صنعنا الكمامات ووزعنا المعقمات في المركز للوقاية من فيروس كورونا، وقمنا بحملات توعية عن حقوق المرأة، واستهدفنا شريحة معينة من نساء المخيمات، نقدم خلالها عدة مجالات مهنية وأكاديمية واستشارات قانونية”.

وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو فرش أونلاين: أكد بعض الأهالي أن المنظمات استطاعت من رفع قدرات المرأة وأمنت العمل لها، وخولتها من الاعتماد على نفسها وخاصةً الأرامل (فاقدة الزوج)، لتعيل أطفالها، حيث أصبحت متخصصة في عدة مجالات.

فيما أكد البعض أن دور المنظمات قد يكون إيجابياً وسلبياً في الوقت ذاته، إيجابياً: تمكنت المنظمات من تأمين عمل للمرأة وأصبحت قادرةً على إعالة نفسها وأطفالها، أما سلبياً: هناك نساء أصبح لديهن إهمال تجاه الزوج والأولاد ما أثر على المجتمع ككل.

ودعت العلام لدعم المنظمات الحقوقية التي تهتم بحقوق المرأة، لتقديم قدرتها على صناعة الحياة في زمن الحرب ودعمها في المجالات التي تبرع فيها.

واختتمت المديرة التنفيذية في مركز “مزايا” حديثها قائلةً: “ساهمت المنظمات أيضاً في برامج تمكين المرأة من خلال تعريفها بحقوقها ثم تدريبها وتأهيلها لاستلام عدة شواغر كانت مغيبة عنها سابقاً لقلة الوعي والتهميش بسبب العادات والتقاليد”.

وتعمل العديد من المنظمات الإنسانية في مجال دعم وتمكين المرأة لتغير نظرة المجتمع النمطية تجاه النساء، وللوصول بهن إلى أن يصبحنا مؤثرات لا غير فاعلات، وفي السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بالمرأة بشكل كبير، حيث عملت الكثير من الهيئات والجمعيات الخيرية على افتتاح مراكز خاصة لتمكين دورهن.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى