تقارير

وسائل التدفئة عندما تتحول إلى شكل من أشكال الموت

“بضع قطرات من المازوت قد تكون كفيلة بإشعال منزل كامل وجعله رمادا في أقل من ساعة”، هذه العبارة أضحت من أكثر العبارات المتداولة اليوم في الشارع السوري في المناطق المحررة شمال غرب سوريا.

وقد ازدادت خلال الفترة الماضية عدد المنازل التي احترقت نتيجة استخدام المحروقات ومنها مادة المازوت المفلتر أو كما تعرف في المناطق المحررة بـ “المازوت المكرر”، والذي يتم توريدها إلى المنطقة من المناطق الشرقية من سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وأدت تلك الظاهرة التي انتشرت بكثرة خلال الأيام الماضية إلى احتراق بعض المنازل، ومقتل عدد من المدنيين، وإصابتهم بحروق خطيرة قد تؤدي إلى تشوهات مستقبلية.

علاء الإسماعيل أحد بائعي المحروقات في ريف إدلب الجنوبي يقول لفرش أونلاين:” إن المحروقات تأتي إلى منطقتنا من المناطق الشرقية، ويتم معالجتها في مناطق ريف حلب الشمالية والشرقية، وبعدها يتم توريدها إلى المحرر، وتوزع على الباعة وغيرهم، وهي صالحة للاستخدام في التدفئة”.

وأضاف “لكن في حال تم التقصير في معالجتها وتوريدها إلى المنطقة فقد تتحول وسائل التدفئة هذه إلى وسائل قاتلة، وخصوصا بأنه يتم خلط المازوت بمادتي الفيول والكاز وأن لم يتم معالجته فيصبح سريع الاشتغال، وبالنسبة للكثير من المدنيين فإنهم يستخدمون المازوت الرخيص، وهو نوع يجمد في الأجواء الباردة، وبالتالي فأن الشخص سيلجأ لتذويبه وبعضهم يقوم بتذويبه في الغرفة التي تتواجد فيها المدفأة”.

وتابع “الإسماعيل” ناصحا المدنيين بضرورة فحص المازوت قبل شرائه واستعماله في تشغيل مدافئ المازوت، وبأن لا يقوموا بملأ كامل الجزء الذي يوضع فيه المازوت، وفي حالة كان المازوت متجمدا نصح “الإسماعيل” بضرورة عدم تذويبه في الغرفة التي تتواجد فيها المدفأة كي لا يحصل حريق أو ما شابه.

ولا يقتصر الأمر على المحروقات بل يتعداه لوسائل التدفئة الأخرى، ومنها تلك التي تعمل على الحطب أو الغاز وغيرها، ولتجنب حصول حريق في المنزل نتيجة استعمال وسائل التدفئة يوجد بعض النصائح التي ينبغي على المدنيين مراعاتها لسلامتهم.

وعن هذا يقول عبيدة عثمان من الدفاع المدني السوري لفرش أونلاين:” في الفترة الأخيرة ازدادت حالات احتراق المنازل نتيجة مواد التدفئة سواء المحروقات أو الحطب، ولتجنب حصول حريق في منازل أهلنا المدنيين نتمنى منهم تطبيق هذه النصائح في منازلهم ومنها

-اختيار موقع مناسب لوضع المدفأة فيه بحيث لا تعيق الحركة فتكون عرضة للسقوط على قطع الأثاث أو السجاد.

– مراقبة الأطفال وتجنب تركهم منفردين واللعب بالقرب من المدافئ.

– تجنب وضع المدفأة قريباً من الستائر والمواد القابلة للاشتعال.

– عدم استخدام المدفأة لأغراض الطهي أو التسخين أو تجفيف الملابس خاصة بوجود الأطفال حولها.

– مراقبة المدفأة باستمرار وعدم الذهاب للنوم وهي مشتعلة خوفا من الحريق أو الاختناق.

– الاحتفاظ ببطانية حريق مناسبة وصالحة للاستعمال والتدرب على استخدامها”.

وبعد ازدياد هذه الظاهرة في المناطق المحررة، وما نتج عنها من احتراق للمنازل ومقتل عدد من المدنيين، بدأ المدنيين يتخوفون من استخدام مواد المحروقات في التدفئة.

وعن هذا الموضوع قال محمد العكل أحد المواطنين في مدينة كفرنبل لفرش أونلاين:” بتنا نسمع بين الحين والأخر عن احتراق منزل ومقتل من فيه وإصابة من تبقى من أفراد العائلة حرقا، وكل هذا يعود لاستخدام المازوت المكرر في تشغيل المدافئ، وهذا يعود لتجار المحروقات ولمن يبيعه للأهالي دون فحصه”.

وأضاف “نتمنى أن يكون هناك حل لهذه المشكلة، لأن أرواح المدنيين ليست لعبة”.

وتعزى أسباب الحرائق في معظم الحالات المسجلة إلى سوء استعمال المدافئ، ولجوء الأهالي للحطب وأنواع أخرى من الوقود غير الصالح للاستخدام.

يذكر بأن عدة منازل وخيم احترقت مؤخرا نتيجة استخدام وسائل التدفئة في تشغيل المدافئ في الشمال السوري، وهو ما أدى إلى مقتل ما يقارب خمسة مدنيين منهم ثلاثة أطفال وإصابة عدد أخر بحروق.

فراس اليحيى (كفرنبل_إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى