تقارير

تمكين المرأة من أبرز المشاريع التي تعمل عليها المنظمات الإنسانية في الشمال السوري

تأثرت المرأة السورية نتيجة الحرب المستمرة منذ سنوات، لتجعل منها ضحية على كافة المستويات، فقسم كبير من النساء أصبح بدون معيل بعد فقدان أزواجهن بسبب مقتله أو اعتقاله بشكل قسري.

وعاشت المرأة كافة تفاصيل الحرب من حصار وتهجير واعتقال، ما تسبب بتغير نمط وأسلوب الحياة لديهن.

وتسببت كل تلك الأحداث بمشاكل نفسية واجتماعية للنساء صعبت من عملية الاندماج والتأقلم مع الواقع المفروض عليهن.

إلا أن ذلك لم يمنع الكثير منهن في لعب دور مهم للتخفيف من وطأة المعاناة التي تعاني منها شريحة كبيرة من النساء.

وهو ما دفع منظمات المجتمع المدني إلى تكثيف الجهود الرامية إلى تسريع دمج النساء بالمجتمع، من خلال المشاريع التي تعنى بهن.

وتعتبر مراكز تمكين المرأة التي عملت الكثير من المنظمات الإنسانية على استحداثها من أجل تدريب فئات من معينة النساء من أجل مساعدتهن في الاعتماد على الذات وتأمين قوت اليوم.

ويعتبر مركز “إشراقة الغد” لتمكين المرأة من أحد أهم المراكز الذي يعنى بتطوير قدرة النساء في الاعتماد على الذات من أجل التغلب على ظروف الحياة القاسية.

وتأسس المركز في العام 2017، في بلدة “الغدفة” بريف إدلب الشرقي، وعمل على العديد من المشاريع التي تعنى بتدريب المرأة لتكون عنصراً مهماً وفعالاً في المجتمع.

قصي الحسين مسؤول قسم الإعلام بالمركز يقول لفرش أونلاين: ” إن المركز يهدف إلى تطوير قدرات وخبرات النساء من خلال التدريبات التي يقدمها، كما ويهدف إلى تشجيعهن على الاستفادة من التدريبات في مجالات الحياة المختلفة”.

ويضيف “الحسين”، أن التدريبات متنوعة ومنها ما يهم المرأة مثل (الخياطة -الكوافير -الإسعافات الأولية -أساسيات التمريض -دورات في المحادثة للغلتين الإنجليزية والتركية).

ويشير “الحسين” إلى أن العديد من المتدربات بعد الانتهاء من التدريبات، عملن على افتتاح مشاريع صغيرة من أجل العمل وإعالة عائلاتهن.

ويؤكد “الحسين” أن المركز مهتم باستقطاب النساء ممن فقدن أزواجهن خلال الحرب والمطلقات اللواتي لديهن أطفال والشابات.

وتعمل العديد من المنظمات الإنسانية في مجال دعم وتمكين المرأة لتغير نظرة المجتمع النمطية تجاه النساء، وللوصول بهن إلى أن يصبحنا مؤثرات لا غير فاعلات، وفي السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بالمرأة بشكل كبير، حيث عملت الكثير من الهيئات والجمعيات الخيرية على افتتاح مراكز خاصة بتمكين المرأة حتى تأسيس هيئات نسوية.

وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو راديو فرش، “عبرت العديد من السيدات عن الارتياح للمشاريع الخاصة بالنساء، وما صنعته من تغير في حياة الكثير منهن من خلال اعتماد الكثير منهن على الذات وعدم الاضطرار إلى العوز وطلب المساعدة من الآخرين”.

وبحسب العديد من التقارير فإن معدل الترمل في سوريا قبل الحرب لا يتجاوز 2 بالألف، ليصل بعد سنوات طويلة من الصراع الدموي إلى أضعاف هذا الرقم، وبحسب عدة مصادر فإنه من بين كل 6 نساء هناك أرملة على الأقل، يضاف لهن اللواتي ينخرط أزواجهن في القتال الدائر في البلاد، فينتظرن الأسوأ، متوقعات ألا يعودا بسبب الموت في المعارك أو الاعتقال أو الهجرة.   إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى