تقارير

قبيل العيد..حركة إقبال ضعيفة تشهدها أسواق الألبسة والمواشي في المناطق المحررة

تشهد أسواق الألبسة والمواشي في المناطق المحررة في الشمال السوري إقبالاً ضعيفاً على شراء متطلبات العيد من ألبسة وأضاحي، ويعود ذلك إلى ارتفاع أسعار الألبسة الجديدة هذا العيد مقارنة بالأعياد السابقة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواشي عما كانت عليه عيد الاضحى السابق.

وبالرغم من الازدحام الكبير الذي تشهده الأسواق في المناطق المحررة، إلا أن أعداد المشترين تعتبر منخفضة مقارنة بالعيد السابق.

يقول خالد البيك (صاحب أحد محال الألبسة في مدينة إدلب) لفرش أونلاين: “إن الإقبال على شراء الملابس لهذا العيد، يعتبر منخفض لدرجة كبيرة مقارنة بعيد الفطر السعيد”.

ويضيف “البيك”، أن من بين كل عشرة زبائن تدخل المحل، يشتري اثنين أو ثلاثة فقط.

ويعزي “البيك”، أسباب تراجع حركة البيع إلى عدة أسباب منها، الاعتماد على عرض الملابس المستوردة من تركيا، وهي مرتفعة السعر مقارنةً بالسورية التي لا تتواجد بكثرة في المناطق المحررة لسببين، الأول عدم وجود مصانع لصناعتها، والثاني إغلاق المعابر بين مناطق سيطرة قوات نظام الأسد والفصائل الثورية، وهو ما يدفع التجار إلى استيراد الألبسة من تركيا، بالرغم من معرفتهم بارتفاع أسعارها وضعف حركة الإقبال على شرائها.

وتحتاج العائلة السورية في المناطق المحررة إلى ما يزيد عن الـ 250 ليرة تركية لشراء (كسوة العيد) لأحد أطفالها، وهو مبلغ كبير لا تقدر غالبية العائلات على تأمينه في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وارتفاع معدلات البطالة.

ويتراوح سعر “البنطالون” الواحد في حال أرادت العائلة شرائه لأحد أطفالها بين 60 إلى 80 ليرة تركية، ناهيك عن أسعار القمصان والأحذية التي تتراوح بين 50 و75 ليرة.

ويفضل عدد كبير من المواطنين محال الألبسة الأوروبية (البالة) لشراء كسوة العيد لهم ولأطفالهم، لانخفاض أسعارها مقارنة بالجديدة.

يقول عدد من الأهالي ممن تحدثوا لفرش أونلاين: “إن أوضاعهم المادية صعبة لهذا لم يستطيعوا شراء متطلبات العيد من كسوة للأطفال وحلويات”.

وارجعوا الأسباب إلى غلاء الأسعار، حيث يحتاج الطفل الواحد إلى ما يزيد عن مئتي ليرة لكسوته، وفي حال وجود طفلين أو أكثر، فهم بحاجة إلى ما يزيد عن ال 50 دولار أمريكي، ولهذا فضلوا شراء الألبسة من محال الألبسة الأوروبية.

تقول فاطمة (نازحة من مدينة كفرنبل) لفرش أونلاين: “إنها لم تشتري ثياب العيد لأطفالها هذا العام، بسبب ارتفاع أسعارها، وعدم قدرتها على كسوة أربعة من أطفالها نتيجة عدم وجود عمل لزوجها”.

   حركة الإقبال على شراء الأضاحي منخفضة قياساً بالعيد السابق.

لا تختلف حركة الإقبال على شراء الأضاحي عن حركة الإقبال على شراء الملابس، حيث تشهد أسواق المواشي حركة منخفضة قبيل العيد، على خلاف الأعياد السابقة التي كانت تشهد حركة بيع كبيرة للأضاحي.

وتقتصر حركة الإقبال على المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية، التي تعمل على شراء الأضاحي لتنفيذ مشاريعها الخيرية خلال فترة العيد، بحسب “أبو محمد” أحد تجار المواشي في ريف إدلب الشمالي.

يقول “أبو محمد” لفرش أونلاين: “إن حركة الإقبال من قبل المواطنين هذا العام، منخفضة مقارنة بالعيد السابق، وتقتصر الحركة على المنظمات الإنسانية التي تطلب أعداد كبيرة من الأضاحي، لتنفيذ مشاريعها الخاصة بالعيد”.

ويضيف، “أن سعر الكيلو الواحد للأضحية يتراوح بين 27 و35 ليرة تركية، أي ما يزيد عن الـ 150 دولار أمريكي للأضحية كاملة، وهو ما يعتبر من أهم أسباب عزوف المواطنين على شرائها”.

وأشار إلى أن “أسواق المواشي كانت تتعامل بالليرة السورية في حركة البيع عيد الأضحى الفائت، إلا أن قرار التداول بالعملة التركية أثر بشكل كبير على عملية البيع هذا العام”.

وعن أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي، قال: “إن التجار لديهم مصاريف كبيرة تتعلق بتربية المواشي، منها الأعلاف والأدوية، وهو ما يدفعهم إلى رفع الأسعار، سابقاً كان التجار يجننون مبلغاً مقبولاً من عمليات البيع، إلا أنهم لم يعودوا يجننون ذلك البلغ نتيجة لاستبدال العملة السورية”.

في الطرف الجنوبي من محافظة إدلب، تغيب أجواء وتحضيرات العيد عن قرى وبلدات جبل الزاوية نتيجة استمرار الهجمات العسكرية من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها، والتي خلفت عشرات الشهداء ومئات الجرحى، بحسب إحصائية سابقة للدفاع المدني السوري.

وتعزى الأسباب إلى الخوف من استهداف التجمعات والأسواق من قبل قوات نظام الأسد التي باتت تستخدم قذائف جديدة في عمليات القصف.

 يقول محمد خير شاتي (أحد سكان بلدة أروم الجوز جنوبي إدلب) لفرش أونلاين: “إن أجواء العيد غائبة بشكل كامل في البلدة نتيجة استمرار القصف على قرى وبلدات جبل الزاوية”.

وأضاف، “أن المنطقة تشهد مجزرة تلو المجزرة، ولهذا لا يمكنه أن يشعر بالفرح والأطفال والنساء تقتل بشكل يومي في ظل صمت دولي مطبق على جرائم الأسد”.

عيد آخر يمر على السوريين في المناطق المحررة شمالي سوريا، تغيب عنه التحضيرات وأجواء البهجة، وسط استمرار معاناة آلاف النازحين في المخيمات.

إعداد حمزة العبد الله  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى