تقارير

صيف ساخن بإدلب… ومخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة

يعيش النازحون في مخيمات الشمال السوري، أوضاعاً إنسانيةً صعبة في ظل الأجواء الحارة التي تضرب المنطقة منذ يوم الخميس الفائت.

وخلال اليومين الماضيين ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، إذ تجاوزت الأربعين مئوية، لتطلق منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” تحذيراً للمواطنين بعدم الخروج في ساعات الذروة الممتدة من العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً.

ويقطن النازحون في خيم لا تقي أجسامهم من أشعة الشمس الحارقة مما يزيد من معاناتهم المتفاقمة في ظل الإهمال الكبير لهم من قبل المنظمات والجمعيات الإنسانية.

وترافق الارتفاع الكبير في درجات الحرارة مع ظهور الأفاعي والحشرات الضارة والعقارب السامة في معظم مخيمات الشمال السوري، لتضاف مشكلة جديدة لعشرات المشاكل العالقة دون أي حلول.

وتغيب إجراءات الوقاية في المخيمات، إذ أن معظمها غير مخدم بنقطة طبية أو حتى سيارات الإسعاف في حال حدوث أي حالة طارئة في هذه الأجواء الصيفية كضربات الشمس أو لدغات الحشرات والعقارب والأفاعي.

أحمد الخلف مدير مخيم “معرة مصرين” في ريف إدلب الشمالي يقول لفرش أونلاين: “إن النازحين يعانون بشكل كبير من ارتفاع درجات الحرارة لا سيما بأن المخيمات غالبيتها من الخيم القديمة والتالفة التي لا تقي قاطنيها من أشعة الشمس”.

وأضاف بأن المخيم يفتقر إلى “المراوح والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية” التي إن تم توفيرها من قبل المنظمات الإنسانية، فسوف تخفف بشكل كبير عن النازحين الذين لا يستطيعون شرائها لارتفاع أسعارها.

وأكد بأنه خلال الأيام الماضية لوحظ ظهور الأفاعي والعقارب بشكل كبير في المخيم والمناطق المجاورة له، وهو ما سبب حالة من الخوف والهلع في قلوب النازحين، لا سيما بأن المخيم يفتقر إلى مواد الإسعافات الأولية للتعامل مع الحالات الطارئة.

وناشد “الخلف” المنظمات الإنسانية إلى تقديم يد العون والمساعدة للنازحين لمساعدتهم على تجاوز موجة الحرارة الحالية.

وفي ظل الأجواء الحارة يضطر النازحين إلى افتراش الأراضي الزراعية وظلال أشجار الزيتون هرباً من خيمهم البالية والتالفة، مما يزيد من معاناتهم ويضيف لسجل مشاكلهم مشكلة جديدة مع تقاعس واضح في دور المنظمات الإنسانية بالتخفيف عنهم وإيجاد الحلول البديلة لهم.

ويعتبر الأطفال من أكبر المتضررين من ارتفاع درجات الحرارة الغير مسبوقة نتيجة لضعف أجسامهم وعدم قدرتهم على التحمل مما يزيد من مخاطر إصابتهم بضربات الشمس.

أبو محمد أحد النازحين من ريف إدلب الجنوبي يقول لفرش أونلاين: “وكأن كل ما نعانيه من فقر وضيم لا يكفي حتى تضاف مشاكل وهموم جديدة، إن الأجواء الحارة في ظل العيش تحت قطع من القماش أمر بغاية الصعوبة، فنحن البالغين لا نستطيع تحمل أشعة الشمس ولهيبها، فكيف بأطفالنا أصحاب الأجسام الهزيلة”.

ويضيف قائلا: “إنني أعيش مع عائلتي المكونة من أربعة أطفال في خيمة قديمة بالية، بدون مروحة كهربائية لتخفيف درجة الحرارة وبدون بطارية للشحن أو ألواح للطاقة الشمسية، فأنا لا أستطيع توفيرها لعائلتي كوني لا أستطيع العمل، وأعاني من العديد من المشاكل الطبية”.

وتصف أم محمد نازحة من ريف حلب الجنوبي السكن بخيمة في ظل هذه الأجواء الحارة بمن يعيش في وسط مخبز لا تطفئ نار موقده أبداً.

وتزامناً مع ارتفاع الحرارة، ارتفعت أسعار صهاريج المياه بشكل كبير لتسعر بالليرة التركية، إذ ارتفعت بما يزيد عن الألف ليرة سورية، كما وطال الارتفاع أسعار قوالب الثلج التي تخفف بشكل ما على النازحين وتساعدهم على التأقلم مع الوضع الحالي.

ويعيش قرابة أكثر من مليونين نازح في مخيمات عشوائية ، حيث تفتقر غالبية المخيمات إلى وجود آبار جوفية للمياه وهو ما يزيد من معاناتهم ويؤدي إلى تفاقمها بشكل كبير.

وتسببت الحملة العسكرية الأخيرة لقوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له بنزوح أكثر من مليون ومئتي ألف مدني من مناطق أرياف إدلب وحلب وحماة.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى